رثاء في اختي

هذه مرثية في أختي العزيزة التي وافتها المنية ورحلت عن دنيانا وهي لاتزال صغيره:
نـظرت إلى قـلمي لبـرهـات..
ورجعت بذاكرتي إلى الوراء عدة لحظات..
فرسمت في مخيلتي تلك الذكريات..
أحداث مضت ولكن ذكرياتها باقيات..
أيام لاتنسى ولو بـعـد عـدة سـنـوات ..
تبقى منقـوشـة بالقلم عـلـى الصفحات..
لي أخــت اخـتـارهـا رب السموات..
لكي تترك دنيانا وتكون مـن الراحلات..
رحلت ولا نملك لها سوى الدعوات..
رحلت وأرى بين ناظري تلك الاهات.
وأرى دوماً شعرها وعينيها وتقاسيم وجهها واضحات..
وأسمع دوماً صوتها تتاوه وأسمع لها تلك الانات.
رحلت وتركت لها في كل جانب عدة بصمات..
تركت أغراضها وسريرهاوجـميع الأدوات..
تركتني أتذكرهافي كل جنبات الحجرات..
فكم أحزنني قـلبي وهـلّت مني الـدمعات..
وتعالت أصوات زفراتي وترددت مني الآهات..
فيا ليت الأيام تعود يوماً لنعيد تلك الذكريات..
فكم تفطر فلبي ألماً حينما رأيت أدمعها منهمرات..
وهي تكون على خديها من الحزن والألم منسكبات..
وأرى حزن أبي حينما يقف عاجزاً أمام تلك الأزمات..
يقول ما لليد من حيله أرجوها أمام رب السموات..
وأرى أدمع أمي وهي رافعة يديها بالدعوات..
تقول يارب ألطف بابنتي فهي عندي من أعز البنات..
عانت كثيراً في المرض ولكن هكذا قلب الامهات..
ردها إلى أحضاني كما رددت يوسف لأبيه بعد عدة سنوات..
لم تقترف ذنباً بل عانت من الآهات والمسكنات..
ولكن عزائنا الوحيد هو أن يجعلها ربنا من بين الحوريات..
تـكون شـفـيعة لوالديّ يـوم تـقـوم السموات..
رجعت أختي لخالقها وخـالـق جميع المخلوقات..
رجعت للذي قال لها (كن) فأصبحت إحدى الموجودات..
سبحـانه ألطف وأرحم بها من كـل الكائـنات..
وعساه أن يجعلها ربي في أعالي الجنات.
بقلمي.