موضوع: - الموت يطرق بابي فكيف يكون جوابي - الأربعاء نوفمبر 19, 2008 9:54 am
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته *
أخوتي الأكارم الموت حقيقة فهل نحن ندرك المعنى الحقيقيّ للموت، تعالوا نكتشف ذلك في موضوعي هذا الذّي أطرحه للنّقاش :
ماذا لو أنّ الأهل من حولك متغيّرون : في وجهك يبتسمون. . . كلّ الحبّ لك يبدون . . . ترى الحزن في العيون . . تعلم أنهم سرّا كانوا يبكون . . ويخفون عنك أمرا بسببه يتألّمون . . . الكلّ يتجنّب إغضابك ولا يغضب منك. . . الكلّ يلازمك ويزورك ويسأل عنك . . . وأنت تتساءل ما الذّي يحدث من حولي ؟ ولكن ما لسرّ إذا ما انتشر كتمان ها أنت الآن تعلم ما أخفوا عنك ها أنت تعلم لما كنت تتحدّث فيصمتون وببالغ الإهتمام ينصتون . . . لقد كانوا يسجّلون . . . كلّ كلمة وكلّ حرف للذّكرى ها أنت تعلم أنّهم كانوا يحاولون إسعادك رغم أنّهم كانوا يتعذّبون . . . ها أنت تتعذّب لأنّهم بسببك يتألّمون. . . ها أنت تتعذّب لأنّك تعلم أنّك ميت ميت ميت . . . كنت ترى أنّك لا تزال شابا في مقتبل العمر . . . كنت تبني طموحات ومشاريع . . . كنت تأمل في مستقبل كان يشغل كلّ تفكيرك . . . والآن لا يشغل تفكيرك سوى أنّك ميت . . . ها أنت تسأل نفسك كيف أمضيت حياتي . . . تحاول عدّ حسناتك فتتذكّر أنك أهملت كثيرا من واجباتك الدّينيّة من أجل أن تعيش حياة أسعد ناسيا أنّ السّعادة الحقيقيّة هي تلك التّي تبدأ بعد موتك إذا أنت أحسنت البلاء في دنياك ، أحببت أناسا أخلصت لهم ولأنّك تعلم أنّ الإخلاص هو أن لا يغضب المحبوب محبوبه فيعرض عمّا يبغض و يقبل على ما يحبّ أنت تسأل نفسك اليوم : هل أخلصت في حبّي لله وهو أكبر وأسمى حبّ في حياتي ، هل أغضبته بمعاص ارتكبتها أو واجبات تقاعست فيها. . . أنت الآن تبكي . . . لما؟ . . . لأنك تعلم أنّ أيّامك معدودات . . . الأطبّاء أكّدوا عجزهم و فكرة الموت ترعبك خصوصا أنّك تحسّ بالضّعف يسري في جسدك والمرض العضال يستوطنه . . . أنت الآن حزين وآسف . . . على ما تأسف ؟. . . ألأنّك ستموت ولم تنعم بعد بصحّتك وشبابك ولن تستطيع تحقيق أحلامك . . .
. . . لا لا لا. . . أنت تصرخ وتقول لا . . . فليست الحياة ما يبكيني ويحزنني وليست هي ما يشغل بالي بل أنا أتساءل كيف سأقابل ربّي كيف ستكون علاقتك بالآخرين سوف تنعزل عنهم وتعيش تعيسا وحيدا تنتظر الموت . . . لا لا لا . . . سأجتهد على أن يشعروا بأنّي متمسّك بالحياة أكثر منهم لن أفكر فيمن أذاني وجرحني وإن كانوا ألوفا ولكن سأفكّر فيمن جرحت وان لم يكن ذلك مقصودا . . . لن أحاسب غيري ولكن سأحاسب نفسي كما لم أحاسبها من قبل . . . سأصلح كلّ ذي بين وأحاول أن أترك في نفوسهم ذكرى جميلة عنّي . . . كنت تفضّل لو لم تكتشف حقيقة مرضك وعشت حياتك في كذبة تجعلك تستمتع فيها لآخر لحظة فتتجنّب العذاب الذّي تشعر به الآن . . . أنت تصرخ مجدّدا. . . لا لا لا. . . سأواصل كفاحي ، لن أشعر أحدا بمرضي ، سأكون أشجع ممّن هم حولي ، سأستيقظ مبكّرا ككلّ يوم وأذهب لعملي ،لن أغيّر حياتي لكنّي سأغيّر هدفي منها وأغيّر بعض تفاصيلها ، فأنا سأكرّسها لإسعاد غيري و فعل الخير، علّني أجني من حسن ذكرهم و دعواتهم ما يثري رصيد حسناتي بعد مماتي. . . . . . أنا الآن أشعر بقرب الموت أشعر به يدنو منّي رويدا رويدا ولكنّي لن آسف على ذلك بعد اليوم فأنا أشعر بالطّعم الحقيقيّ للحياة وسأستطعمه ما تبقّى من حياتي وربّما ما كان ليتسنّى لي ذلك ولو أنّ الموت لم تنذرني بقدومها . . .
اخوتي الأكارم تخيّلوا أنفسكم في موقف مماثل، هل فعلا أنتم تعملون لآخرتكم كأنّكم تموتون غدا هل ستبتسمون للموت ان احسستم بقدومها أم أنّ لكم في الدّنيا وفي أعمالكم ما تأسفون عليه.
اللهم ارحمني وارحم جميع المسلمين برحمتك يا أرحم الرّاحمين
دمتم بخير وعافية
fadi-boss يطاوي فعال
عدد الرسائل : 184 المهنه : الهوايه : تاريخ التسجيل : 05/10/2008